بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى محمد إبن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم ومن اقتفى ...
وبعد ...
احبتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
إن الناظر اليوم في حالنا ( الشباب ) بالكاد لايجد شابا إلا وقد اسبل ثوبه تحت الكعبين .. إلا من رحم الله
علما بأن الشريعه الاسلاميه امرت بخلاف الاسبال وهو التقصير . ولكننا كثيرا ما نتهاون ونقول
( إن الله غفور رحيم ) . وننسى ( إن الله شديد العقاب ) .
بعض الشباب سمع من بعض المجتهدين إن الاسبال إذا كان بغرض الخيلاء والكبرياء فهو حرام .
وإذا كان الاسبال دون غرض الخيلاء والكبرياء فهو مكروه او لا بأس به ...
وللعلم والفائده ((( افتى فضيلة الشيخ الدكتور / احمد بن محمد الخليل ))) . عضو هيئة التدريس
بجامعة القصيم . إليكم الفتوى ///
السؤال //
اطلعت على كثير من أقوال أهل العلم في مسألة الإسبال (أي: إسبال الثياب) فمن محرم لإسبالها تحت الكعبين، ومن يفتي بكراهيته، ومن مفصل بأن الإسبال بقصد التكبر والخيلاء هو المحرم والذي يعاقب عليه الإنسان، والذي لا تتخلله الكبرياء لا بأس به، وعلمت أن هناك مستنداً من أقوال السلف الصالح في هذه المسألة، وهو ما ذكره الإمام ابن حجر في (فتح الباري) فما الصحيح في هذه الأقوال؟
وهل يجوز الإنكار على المسبل بغير قصد الخيلاء؟ مع العلم أنه مستند على بعض أقوال العلماء.
الجواب //
إسبال الإزار للخيلاء محرم وهو من الكبائر؛ لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- أخبر أن الله "لا ينظر يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء" متفق عليه البخاري (3665) ومسلم (2085).
أما الإسبال لغير الخيلاء فهو أيضاً محرم، ومما نهى عنه النبي –صلى الله عليه وسلم- فقد أخرج البخاري (5787) عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال:" ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار" فهذا يدل على منع الإسبال ولو لم يكن خيلاء، أما من قال هو محمول على إسباله خيلاء فليس بصحيح لما يلي:
1-جاء في حديث أبي أمامة الذي أخرجه الطبراني (8/232) أن عمرو بن زرارة –رضي الله عنه- أسبل إزاره، وعلل ذلك –رضي الله عنه- بأنه أحمش الساقين، ومع ذلك قال له –صلى الله عليه وسلم-:" يا عمرو إن الله لا يحب المسبل" فهذا نهي منه –صلى الله عليه وسلم- مع أن عمراً لم يسبل للخيلاء.
2-ما أخرجه النسائي (5329) والترمذي (1783) وصححه من حديث حذيفة أن النبي –صلى الله عليه وسلم-أخذ بعضلة ساقه –أي: ساق حذيفة- وقال:" هذا موضع الإزار، فإن أبيت فأسفل، فإن أبيت فلا حق للإزار في الكعبين". قال السندي:" والظاهر أن هذا هو التحديد وإن لم يكن هناك خيلاء. نعم إذا انضم إليه الخيلاء اشتد الأمر وبدونه الأمر أخف"ا.هـ. وما ذكره من أن هذا هو ظاهر الحديث قوي وواضح، وقوله: إن الإسبال بدون الخيلاء أخف صحيح؛ لأن الوعيد على الخيلاء أشد، لكن يبقى أن الكل محرم كما بينته لك.
3- ذكر بعض العلماء أن الإسبال يستلزم الخيلاء ولو لم يقصد اللابس الخيلاء، وممن ذهب إلى هذا ابن العربي وهذا ليس ببعيد عن الصواب؛ لما تحدثه هذه الهيئة من اللباس في نفس اللابس من الزهو والتعالي، وهذا إنما هو فيمن يقصد الإسبال مع علمه بالنهي، أما من يسترخي إزاره أحياناً بدون قصد مع تعاهده إياه بالرفع فلا يستلزم مثل هذا الخيلاء، والله أعلم.
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد . اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد . اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد
لا تنسوني من صالح دعائكم...